Tuesday, September 10, 2013

72

اليوم وعرضًا وبينما تحول أمي قنوات التلفاز في ضجر ،حيث لم يكن هنالك ما يستحق المشاهدة،لمحت فيلم الباب المفتوح ،أصررت ان نشاهده، لأنني طالما أحببته،وإن كنت لم أشاهده منذ سنوات كثيرة مضت، القصة مستوحاة من رواية للطيفة الزيات لم أقرأها،وربما أفعل يومًا ما، لم يكن الفيلم في أوله، بل كان في اللحظة التي يعترف فيها حسين بحبه لليلى،بينما أشاهد وكأني اشاهد لأول مرة ،تمنيت كل خطابات حسين، كل الكلمات التى كتبها لليلى،وخاصة حينما قال لها في ما معناه:" نفسي تحبيني زي اي واحدة بتحب واحد وبتوه في كيانه وتندمج فيه، أنا عايزك تحبيني من غير ما تتوهي في كياني وتندمجي بيه أنا عايو يكون لك كيانك لأني بحبه "،أو ما يشبه ذلك بالفصحى،والعجيب بالفعل أنني أشبه ليلى في مواقف بعينها،ليلى كانت تتبع العلامات،تحمل الأشياء معاني هي من ذاتها أكثر منها من الأشياء،مثل انسكاب القهوة حينما رأت عصام في موقف مخجل،وما ربطته من انسكاب الفول الذي كانت تحمله الفتاة التي صادفتها في طريقها لتوديع حسين، تذكرت القهوة وانسكابها فتراجعت ولم تكمل الطريق،وفي حالتي كان "مكس فراولة" ذو نكهة لاذعة يوم أعلنت للجميع خطبتي،والنسكافيه المالح الذي سكبته في يوم آخر،رغم اقتناعي الشديد انه كان يمكنني شربه، فهدف النسكافيه هو الكافيين،ولا تعارض بين الكافيين وطعم الملح،لاتعارض على الاطلاق!

أنا أيضًا أشبه ليلى من ناحية أخرى وصفها حسبن حين قال في خطاب لهابتصؤف أيضًا"يا حبيبتي انتي تعيسة عشان بتراقبي كل حاجة بتحصل حواليكي وبترفضيها،وأنا معاكي هنلاقي الحياة اللي فاتحة لنا الأبواب" أو ما يشبه ذلك أيضًا،أحسست يخاطبني فعلًا، ، والعجيب أنني شعرت أكثر من مرة أنني أريد أن أقول كلمات بعينها  قالها لشخص بعينه، فهو قال لها على الشاطئ قبل سفره بيوم:" أنا هسافر وهستنى منك تلغراف ...وبعدها تسافر لي في البحر "،هي:"بس الطريق طويل وجايز الموج يبقي عالي!" قال لها :"لازم تيجي لي لوحدك هناك ع البر،وأنا هستناكي هناك"، ربما قلت كلمات مماثلة بالفعل،ربما..
قال لها أيضًا شيئًا آخر وهو يودعها قبل ذهابه للمقاومة الشعبية في بورسعيد:شيئًا تمنيت قوله:"اعملي اللي انتي مؤمنة بيه مهما كان،أنا واثق انك جواكي مؤمنة بالتحرر بالحب" وربما قيل لي تتمتة كلامه لها وهو ما حفزها فيما بعد للذهاب معه حين سألته:"آجي اعمل ايه؟" ،قال:" "تعالي ناولي واحد عطشان شوية ميه"!، ربما قيل لي شئ مماثل، ربما..

وكانت اللقطة في محطة القطار التي تقرر فيها أن تترك كل شئ وتذهب معه إلى بورسعيد، اللقطة التي تجري فيها وراء القطار بينما يعيق طريقها المودعين ذويهم على الرصيف،حتى يراها حسين ويناديها ويمد يده لها لتستقل القطار معه إلى الحياة الجديدة، أنا شاهدت هذه اللقطة من قبل وأعرف ما آلت إليه،لكنني هذه المرة لم أصدقها،أو على الأدق لم تكن المقارنة هنا عادلة ،لم يحدث أي شئ معي يشبه ذلك، وفي الحقيقة لاشئ من ظروفها في الفيلم تشبهني من أي ناحية سوي ما ذكرت،ولا أظنني بأي طريقة ممكنة قد أفعل شيئًا مماثلًأ لخطبتها من شخص لا تحبه، لكن هنا والآن،أرصفة المحطة لا تمتلئ بالمودعين ذويهم،بل فقط بالمسافرين،وكم آلمني هذا أكثر من مرة!، تمنيت لو أن هناك من يودعني على الرصيف وبوعد آخر للقاء، لكن هذا لم يحدث أبدًا ،ليس لي،ولكن في مرة واحدة من مرات سفري الكثيرة العام الماضي،كان هنالك من يودع واحدة على القطار كانت تجلس تمامًا بجواري، كنت ممتنة لأن هذا حدث في اليوم الذي تمنيت فيه ذلك،ولو لم يكن لي.
والشئ الآخر،أنني جربت مرتين أن أعدو في محاولة يائسة للحاق بالقطار، في المرة الأولى كان تحرك دقيقة واحدة قبل موعده وفاجأني أخي بمهاتفة بأنه في القاهرة وأنه سيعود،فرافقني في طريق آخر للعودة،والمرة الثانية حينما تأخرت عن القطار الذي كان خطة مرتجلة للعودة باكرًا عن موعد قطاري الأصلي،وأيضًا لم ألحقه، وربما بعد رؤية هذا المشهد أفهم السبب، كنت أعدو في المرتين بكل ما في من رمق، لكن لم يكن هنالك على متن القطار من أعدو له، حسين لم يكن يومًا على متن القطار!
وأنا أنقر هذه الكلمات تعجبت أيضًا من فكرة عجيبة ،أنني أتذكر المرتين تمامًا بينما تناسيت كل المرات التى كنت فيها على متن القطار في موعده وفي موعدي، أليس هذا عجيبًا؟!

No comments:

Post a Comment