Sunday, March 30, 2014

273

تمر الفتاة أمامي لتجلس في كرسيها المجاور لي في القطار، ذلك المحاذي للنافذة، والذي كان من نصيبها،غبطتها عليه لوهلة لأنني أستمتع أحيانًا برؤية الحقول من النافذة عندما تحتدم أفكاري وتعلو على صوت ما أقرأ، لكنها لم تكن مثلي، هي من أولئك ممن يحبون تزجية الوقت في الحديث في أي شئ، ولوهلة تخوفت أن تتحدث معي، وأكثر ما أكره هو مقاطعة قرائتي أو خطتي من غريب أي كان فقط ليزجي وقته الذي لا يعرف ما عليه فعله به وهذا يحدث كثيرًا وآخرها كانت الأسبوع الماضي حينما لمحت الواقف جواري يقرأ معي في كتابي، ثم سألني عن حكاية الكتاب ، بل وتطاول وحاول أن يعود لصفحة سابقة من الكتاب مدعيًا سؤاله عن الأحداث السابقة، لم ألتفت له فقط غمغمت في لهجة صارمة "أنا مركزة" ، غمغم في دهشة "نعم؟"، رمقته بنظرة لا ترحم من خلف العوينات الحاجبة للشمس وغمغمت بلهجة أكثر حدة وصرامة" أنا مركزة"، وما كان منه إلا أن أخرج السماعات وأشاح بوجهه إلى جهة أخرى وأخذ يلهو في تليفونه، خفت أن يتكرر ذلك مرة أخرى، وهذه المرة كان اليوم ما زال في بدايته ، كنا في السابعة صباحًا، ولم أكن أنتوي أن يبدأ يومي هكذا ، فقد كنت محبطة بالفعل، لكنها منذ البداية أخرجت هاتفها وكلمت أحدهم، كان الحوار سطحيًا تافهًا،وكانت الرواية التي أقرأها هذه المرة مفعمة بالأفكار والمشاعر المشابهة لي، لكن حديث الفتاة الذي لم أكن أتتبعه بالطبع، أصبح أكثر تفاهة واستفزازًا مما احتملت، كانت تقول لحبيبها كما استنتجت:"أنا رايحة حنة ابن خالتي،آه البنت اللي عاملاها، والبنات هناك تقريبًا هيلبسوا مايوهات، فهي قالت لي من قبلها عشان أضبط"، لوهلة ظننت أنني ظلمتها، ربما تحادث شخصًا آخر، ربما انتهت المكالمة الأولى ولم أنتبه أنها تحادث غيره من صديقاتها مثلًا، لكنها نادته باسمه، وحاولت أن أسد أذني تمامًا وأنتبه أكثر لما أقرأ، لكنها ازدادت سفورًا وقالت:" أنا عايزة أروح H&M وأشتري بيجامات صيفي من اللي ليها Hot short،زي الكحلي اللي بتحبها" ، وبعدها وجدتها تقول:"مختلفة ازاي؟"،"آه..ططب مهو كويس انك تشوفني كل يوم بشكل جديد وتكتشف في حاجات جديدة"، ثم وبعد فترة انتقلت للحديث عن التمارين الرياضية في الجيم ومدرباتها،وذكرت واحدة باسمها تحديدًا وهذه أعرفها وذكرت "انها دماغ مختلفة ومجنونة مش شبهناوهي عندي ع الفيس وكانت كاتبة كده بوست عن ديانة كده معرفهاش ، حتى مش فاكرة ايه هي، آه ما أنا سألت بابا عنها ساعتها وهو شرح لي بس مش فاكرة.."، وددت حينها إما أن أصل وجهتي أو أن تصمت أو أغتالها، فقد صرفتني بكل الطرق الممكنة عن قرائتي، وضيعت وقتي في تفاهاتها والغضب منها، ثم في الأفكار التي انبعثت من ورائها، مثل كيف يمكن أن يحب أحدهم واحدة مثلها لا تشغلها سوى التفاهات، بل وتزجي وقتها ووقته فيها!، ثم إنها لا تستحي على أي مستوى، ألا يقلقه هذا؟، أم أن الحب أعمى؟
أم أنه ليس حبًا على الاطلاق؟، هل من الممكن أن يمون ما بينهما تزجية لوقت ومشاعر كل منهما لا أكثر؟
ليست القضية هي أن أحكم عليها أو عليه، الفكرة في الفكرة ذاتها، هل هنالك مشاعر زائفة كالبشر الزائفين؟

Tuesday, March 18, 2014

261

أجلس طويلًا 
بين الكتاب والنافذة
في انتظار دور لا يجئ
الكتاب مؤلم حد البكاء 
المستعصي في وضح النهار 
وأمام الجميع
والنافذة أوحت لي بحمامة ناعسة 
 في فئ جهاز تكييف
 وبعد ساعة من التحديق في الحمامة الناعسة التي شبهتني بها
اكتشفت أن ما هي إلا سلك معدني مطوي
وملفوف بغلاف أبيض!

Monday, March 10, 2014

253*


إليكِ

عن طريقتك في إبداء جمالك

عن طريقتك في التعامل معي

عن مجاملاتك المصطنعة أحيانًا

إليكِ

عن الفتاة الصغيرة التي كنتيها

عن أنكِ لازلتها غالبًا

عن ماضيكٍ وأسراركٍ

عن فرسان أحلامك في الماضي

عن الحياة، عن الحب

عن ليالينا وأيامنا

عن العودة الخالدة للحظ السعيد

عن الطفل الذي سيأتي

والذي سيشبهنا

والذي سيكونني ويكونك في آن واحد


إليّ

عن منطقك حينما أٌجن

عن غضبي دون معرفة سبب

عن صمتي وخياناتي أحيانًا

إليّ

عن الأوقات التي قضيتها بحثًا عنكِ

عن ممازحتك الجيدة لي

عن أخطائي التي أخفيتها عنكِ

عن أفكاري في التنقل


عن الحياة، عن الحب

عن ليالينا وأيامنا

عن العودة الخالدة للحظ السعيد

عن الطفل الذي سيأتي

والذي سيشبهنا

والذي سيكونني ويكونك في آن واحد


عنّا

عن ذكرياتنا التي نصنعها

في المستقبل وفي الوقت الحاضر

نخب هذه الأرض القديمة

التي تهتم بنا

عنّا

عن آمالنا وأوهامنا

عن موعدنا القادم القريب

نخب كل الأحباء

الذين يشبهوننا

إليكِ

عن طريقتك في إبداء جمالك

عن طريقتك في التعامل معي

عن مجاملاتك(كلماتك الرقيقة)  المصطنعة أحيانًا

إليكِ

عن الفتاة الصغيرة التي كنتيها

عن أنكِ لازلتها غالبًا

عن ماضيكٍ وأسراركٍ

عن فرسان أحلامك في الماضي

 * ترجمة لأغنية A Toi 
 وكأنه يغنينيها، فهي عني..

Sunday, March 2, 2014

245

تحييني النخلات الباسقات في طريق العمل
أبتسم
وأشير للشجرة الجرداء من أي ورقة
يسررن لي: هي تنتظر الربيع لتفتن الناظرين..
أومأ برأسي أن فهمت،
وأمضي..