Friday, July 5, 2013

5

 أخرج علبة أكواب الماء الجديدة وأهم بغسلها استعدادًا لاستخدامها،ألتقط كوبين،ألاحظ ان أحدهما أخف وزنًا من الآخر،لا افهم السبب إلا حينما أضعه بالحوض بعد أن استخدمت الليفة والصابون ،حتى أنتهي منها جميعًا ،لأبدأ عملية غسلها بالماء،وبينما أضعه وجدته لا يستقركالبقية، فأخل بما عهدته من ترتيب،وأغسله بالماء،لألاحظ بعدها أن أحد أركان الكوب الأربعة غيرموجود،يبدو  كأنه مكسور،لكن الحقيقة أن هذا أحد عيوب الصناعة،،ربما كانت هنالك مشكلة بالقالب،ربما هنالك سبب آخر لا أعرفه،أهم برميه،وأوشك على ذلك،لكنني افكر سأرى كيف يستقر أولًا،يروقنى شكله المائل للأمام ،أقرر سأحتفظ به،وسأجد له استخدام ما،أضعه جانبًا لحين الانتهاء مما أفعله،وبالطبع أنساه في غمار الانشغال بأكثر من أمر،حتى أنتبه للضيفة التى أوشكت أن ترميه بسلة المهملات، فأتذكر الأمر برمته،فأخذه منها وأقول ببساطة :سيكون له استخدام ما،تتعجب وتتركه جانبًا،وأنساه مجددًا لأجد أبي يهم أن يرميه في السلة ،كنوع من الاسراع في ما يلزمه الرحيل من اجراءات، أنقذه في آخر لحظةوأضعه جانبًا مرة أخرى،وبينما نوشك على المغادرة أتذكره،أعود أدراجي أجده حيث وضعته،أحمله في حقيبتي وأمضي.

 هل قلت أنني قبل أن  اكتشفه  كنت أردد كلمات سهير البابلي في آخر لقطة في أحد مشاهد مسرحية مدرسة المشاغبين،كانت تقول فيها :الدرس الأول:الحق ،الخير، الجمال.

كنت أسأل نفسي والآخرين أيضًا:من يقول الحق؟
لم يجبني احد باكثر مما أعرف بالفعل، الحق الذي لا يمكن إدراكه،الحقيقة التى يمتلك كل منا جزءً منها،لكن أحيانًا لا أستطيع أن أتقبل ما يطرحه الآخرين من حقيقة، الوجهان المعروضان لا يلائماني،أجلس في مقاعد المشاهدين حائرة، هل من الممكن أن يطرحوا الحقائق وفقط دون تخمين ودون ابداء وجهات نظر ودون تدخل ايدولوجي؟، ولكن كيف!  
والمشكلة  أن أعيننا لا ترى إلا ما نريد أن نراه!
إذن الحق لن أدركه أبدًا..ليس في هذه الحياة على الأقل!

الخير
ماذا يمكن أن أقول عنه؟ هذا أكثر إلغازًا، فالخير ربما لا يبدو جميلًا، أحيانًا ما نحسبه شر محض هو الخير ذاته،وربما في قصة سيدنا موسى مع الخضر مثال لذلك، ربما كل هذا خير من حيث لا ندري، ربما!

الجمال
هل يمكنني ان أوجز الجمال في حكاية الكوب الذي قصصتها منذ قليل؟
ببساطة بلى
هو جميل بالفعل، ولذلك لن اشرب فيه الماء و لا المياه الغازية،لذلك سوف يكون مختلفًا عن مماثليه، لا أعرف بعد ما سأفعل به،لكنه ملهم .
وآه..للأسف نحن البشر نعامل البشر كما نعامل هذا الكوب، من يبدو ألا فائدة منه في الحاضر،يلقى في السلة!

No comments:

Post a Comment