Friday, February 14, 2014

229

أماني
بالفعل طلبت منك أن تكتبي في هذا اليوم ، ربما حررك هذا من الوجع، ولكن ربما أيضًا ما يحدث هو أن تتعايشي مثلي مع الألم، أنا أتعايش مع ألمي بشكل لحظي، تعرفين أنني أغبطك وكما قلت لك حينها :لأنك تعرفين نهاية الحكاية، بينما أنا لا أعرف أي شئ، كلماتي تلك  تربكك لأنك لا تعرفين الحكاية، ولأنها غير قابلة للحكي، المهم يا أماني أننا كلنا جروح، كلنا آلام، لكن هنالك تلك الأوقات التي ننسى فيها الألم لأن هنالك مسببات للسعادة في هذا العالم -غير الحب الفاطر قلوبنا جميعًا- وهنالك مسببات لاحساس التعجب والذي أحيانًأ كثيرة يتغلب أيضًا على الألم، ربما لو قصصت عليك تفاصيل هذا اليوم العجيب لعرفتي ما أقصد...
اليوم كان عاديًا جدًا سوى من تعجبي لتألم البعض لوحدتهم، تلك التي ليست جديدة على الاطلاق، والتي ربما امتدت لسنوات وسنوات، والحقيقة لم أتضايق لأن اليوم عيد الحب وأنا وحدي، لأنني مؤمنة أن الحب لابد أن يطال العام بأكمله، ولايقتصر على يوم لتخليد القديس فالنتاين، لكن هنالك ذلك الاحساس بالمرارة غير المفهومة،فليس هنالك جديد، ولا أتوقع أن يتغير أي شئ، وما زاد الاحساس بالمرارة أنني لا أذكر كيف كان هذا اليوم في العام السابق، ونسيت أن أسألك عن التطبيق الذي يستحضر لحظات العام الماضي، لذلك نظرت إلى الوراء، لم أستطع أن أصل لليوم المذكور، لكن وكالعادة مدونتي احتفظت لي بذكري في هذا اليوم، وربما لا تكون مطابقة له ولكن صدف تدوينها فيه، كانت عن رقصة ثنائية بيني وبين طفل في المترو، كانت هذه لحظة سعيدة، لأنني تذكرت الكثير من اللحظات السعيدة والتي لم تعد مؤلمة، ولم يعد يؤلمني أنني أنسى، لكنني بالطبع لا أنسى كل شئ.

المهم دعتني جارتي لزيارتها، وكانت تحتفل بذكرى مولدها، ولم تخبرني بالطبع حتى ذهبت، وقدمت لي الكعك والحلوى، والتي لم أمسها واعتذرت لأنني أتبع حمية غذائية لا يمكنني خرقها، وألحت عليّ كثيرًا ، حتى رضخت لتمسكي بموقفي باعدادها كوبًا من الينسون غير المحلى، أليس هذا مشابهًا تمامًا لآن يأتي عيد الحب دونه؟!

وبينما أنا هناك وهذا الخاطر يعبر ذهني وصلتني رسالتين: واحدة من صديقة عزيزة بالامارات تهنيني والأخرى من أخي يقول فيها أنه سيظل يحبني للأبد، حينها لم يعد هنالك أي سبب للمرارة، خاصة وبعد أن تلتها مهاتفة من أخي الآخر من ثكنته العسكرية حيث سمحوا لهم بالهاتف فقط ليحتفلوا باليوم! أليست هذه كلها مسببات للسعادة، أليس هذا هو الحب؟

تعرفين ما كان سبب المرارة؟
ليس فقط أنه لا نهاية، المرارة سببها أنني لا أستطيع بأي شكل كان أن أجتث شعوري من مكانه، وأحيانًا حينما أنعم بأوقات طيبة دون أن أذكره، أو أن يمر شئ مشترك بيننا دون أن أذكره، أشعر بالضيق، لأن في ظني أن النسيان خيانة، صحيح أن هذا النسيان ذاته هو ما يجعل الحياة ممكنة، ولكن هذه  الفكرة تقتلني باستمرار، ويالها من خيانة بريئة!

الأمر كله بسيط حد التعقيد، سلفيا بلاث وجدت خلاصها في الموت، ربما لأنها كانت تعرف يقينًا عن الخيانة، فهل نجد خلاصنا في شئ ما؟ هل يوجد خلاص على الإطلاق؟

أنا لا أنتظر جوابًا على سؤالي، وربما يربكك أكثر ، وكنت قد انتويت أن أحاول إبهاجك قليلًا، فهنالك في هذه الحياة حب غير ذلك الذي فطر قلوبنا، هنالك حياة جميلة تنتظر فقط أن ندركها.

دومي جميلة.

No comments:

Post a Comment